السؤال: سافر في رمضان مسافة طويلة لمشاهدة مباراة كرة قدم في بلد مجاور وأفطر في سفره؟
الإجابــة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالسفر لأجل مشاهدة مباريات كرة القدم إن كان بقصد الترويح عن النفس فالأصل فيه الإباحة، والسفر المباح يباح فيه الترخص برخص السفر من قصر وفطر.
جاء فى الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين: والسفر للنزهة مباح. انتهى.
وجاء فى الحاوى الكبير للماوردي الشافعي: ألا تراه لو سافر للنزهة والشهوة واختار لذة قلبه وطلب مراده جاز له القصر. انتهى.
ولا يتغير هذا الحكم فيما لو وقع المسافر في بعض المعاصي في سفره لأن ذلك يعتبر عصيانا في السفر وليس عصيانا بذات السفر.
جاء فى الموسوعة الفقهية: وأما العاصي في سفره وهو من يقصد سفرا مباحا ثم تطرأ عليه معصية يرتكبها فقد اتفق الفقهاء على أنه يترخص في سفره؛ لأنه لم يقصد السفر للمعصية ولأن سبب ترخصه - وهو السفر - مباح قبلها وبعدها. انتهى.
وفى روضة الطالبين للإمام النووي: وأما العاصي في سفره، وهو أن يكون السفر مباحا ويرتكب المعاصي في طريقه فله الترخص. انتهى.
وعند المالكية لا يشرع الفطر فى سفر اللهو والنزهة.
جاء فى منح الجليل لمحمد عليش ممزوجا بمختصر خليل المالكي: (وَ) جَازَ لَهُ بِمَعْنَى كُرِهَ (فِطْرٌ) أَيْ: نِيَّتُهُ وَفِعْلُهُ (بِسَفَرِ قَصْرٍ) أَيْ: أَرْبَعَةِ بُرُدٍ بِلَا عِصْيَانٍ وَلَا لَهْوٍ بِهِ. انتهى.
وجميع ما ذكر إنما هو في المسافر القاصد لمشاهدة مباراة كرة قدم للغرض المذكور.
وأما إذا لم يكن للمسافر غرض صحيح بل سافر للسياحة ومشاهدة المناظر التى تعجبه فإنه في تلك الحال لا يشرع له الفطر عند كثير من أهل العلم.
جاء فى شرح المقدمة الحضرمية في فقه الشافعية: فإن سافر لغير غرض صحيح، كأن كان لمجرد رؤية البلدان والتنقل فيها.. لم يقصر. انتهى.
والله أعلم.
المصدر: موقع إسلام ويب
